عبادات وطاعات بعد شهر البركات ، للدكتور خالد بدير
عبادات وطاعات بعد شهر البركات ، للدكتور خالد بدير
وللقراءة كما يلي:
عبادات وطاعات بعد شهر البركات ، للدكتور خالد بدير
إذا كان رمضان قد مضى بعباداته وطاعاته من الصيام والقيام والقرآن فإن هذه العبادات مستمرة ودائمة ؛ فبعد انتهاء صيام رمضان … هناك صيام النوافل : ( كالست من شوال ) , (والاثنين , والخميس ) , ( وعاشوراء ) , ( وعرفة ) , وغيرها ؛ وكل هذه الأيام لها فضلها ودليلها من السنة وأنت بذلك خبير !! وإنَّ مِنْ متابعةِ الإحسانِ بعدَ رمضان صيامَ السِّتِّ من شوال، فعَنْ أَبِي أَيُّوب الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ”. (مسلم)، ووجهُ ذلك أَنَّ الله يَجزي على الحسنةِ بعشرِ أمثالِهَا، فصيامُ رمضانَ مضاعفًا بعشرةِ شهورٍ، وصيامُ الستِّ بستينَ يومًا، فحصلَ منْ ذلِكُم أجرُ صيام سنةٍ كاملةٍ. ووقتُها في شوال، وهي مستحبةٌ وغيرُ واجبةٍ، ويصحُّ صَومُهَا متفرقةً في أوَّل الشهر ووسطه وآخره، والأَولى المبادرةُ بالقضاءِ قبلَ صيام الست؛ قال – تعالى -: { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } [طه: 84].
وبعد انتهاء قيام رمضان , فقيام الليل مشروع في كل ليلة : ونبيكم صلى الله عليه وسلم كان دائم القيام طوال العام حتى تورمت قدماه شكراً لله تعالي؛ وقد سئلت عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا؛ كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ :” مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً”.(البخاري). والآن بعد أن انتهت ( زكاة الفطر ) : , فهناك الزكاة المفروضة , وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة . وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصه برمضان: بل هي في كل وقت .
وهكذا …. فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان ….. فاجتهدوا أيها الأحبة في الله في الطاعات …. وإياكم والكسل والفتور .
فالله … الله في الاستقامة والثبات على الدين في كل حين؛ فلا تدروا متى يلقاكم ملك الموت؛ فاحذروا أن يأتيكم وأنتم على معصية .
ولقد كان بعض السلف إذا وفق لقيام ليلة من الليالي أصبح في نهارها صائماً، ويجعل صيامه شكراً على التوفيق .
هكذا يجب أن يكون العبد … مستمر على طاعة الله , ثابت على شرعه , مستقيم على دينه , لا يراوغ روغان الثعالب , يعبد الله في شهر دون شهر , أو في مكان دون آخر , لا … وألف لا ..!! بل يعلم أن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور والأيام …. قال تعالى: { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك.. } هود: (112) , وقال : { … فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ… }.( فصلت 6 ).
نسأل الله أن يثبتنا على طاعته؛ وأن يتقبل منا ويقبلنا ؛ وأن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين الصائمين القائمين على الدوام يا رب العالمين!!
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف